علي المسعودي ليس أفضل من يكتب الشعر، ولا أظنه يكتب الشعر، وهو أصلاً لم يقدّم نفسه شاعراً، لكنه أفضل من يكتب عن الشعر في الكويت وشبه جزيرة العرب، وكثيراً ما تكون كتاباته أفضل من القصائد التي يكتب عنها، لذا احرص على أن تقرأ لشاعر، واحرص، عشر مرات، على أن تقرأ عن هذا الشاعر، عن أسلوبه، عن طريقة مقاربته للأشياء، عن منهجه... بقلم علي المسعودي.
هذا المبدع يمتلك مخزوناً معلوماتياً هائلاً من الشعر، تتسع خريطة هذا المخزون الشعري لتشمل الوطن العربي من الجلدة إلى الجلدة. ولن نندهش إن قرأنا له مقالة تربط بين تلقائية بدر شاكر السياب وتلقائية شاعر مغمور من المغرب أو من موريتانيا، على سبيل المثال، ولن نستغرب إن قرأنا له مقالة عن مجون شعر عمر بن أبي ربيعة، ومجون شعراء العصور المتأخرة، والفرق بين المجونين، وغير ذلك. هذا هو الطبيعي في كتابات علي المسعودي، فنحن نقرأ القصائد كما ظهرت أمامنا، في حين يبحث هو في جذورها، وطريقة سقيها، وأحوال الجو ومواسم المطر والجفاف التي مرت بها.
كتب، أخيراً، مقالة وهو شبه مستلقٍ على ظهره، وإحدى يديه تحت رأسه، يسامر فيها صديقه، في جلسة خاصة وليلة "قمراء". تحدث فيها عن أوجه الشبه بين أحاسيس، أو بعض أحاسيس الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن وشعراء آخرين، مثل جوزيف حرب والبحتري والشاعرة ظاهرة الشرارية، دون أن ينسى تأكيد أن تشابه الأحاسيس لا يعني السرقة، كما أن موسيقى الرحابنة المأخوذة من موسيقى شوبان ليست سرقة ألحان، بل سرقة أحاسيس ومشاعر.
ما يكتبه علي المسعودي عن الشعر أجمل من الشعر، أحياناً، وأعذب.