يرتدي ملابس المدرسة في صحراء بعيدة..
يخرج قبل الخامسة فجراً كي يدرك طابور الصباح..
يؤوب وقد شارفت الشمس على المغيب..
رجوع إلى الرمل بشروط المدينة..
لا ذنب، لا بيت شعر، ولا حنين ناقة ..
غرف صفيح ثابتة .. وعزلة طويلة ..
ونصف سفر إلى منفذ السالمي الحدودي ..
قبل وصول القاعدة الجوية؛
ينحدر عن الطريق إلى اليسار ..
وعلى مسافة حلم وثلاثين دقيقة مشياً على الأقدام
يصل إلى «الفريدة» ..
جرداء إلا من شجيرات شاحبة، وضبان وعقارب..
وصمت طويل وكثير من العواصف الرملية ..
وسراب ممتد تحت أبراج الكهرباء الضخمة التي تذهب بعيداً دون أن تلتفت إليه..
مثل سيارات الطريق التي تتجاهل وقوفه في ناصية الشارع ويده الممدودة تطلب «توصيلة» دون استجابة..
كان طفلاً متعلقاً برائحة البرتقال.. هارباً من البرد
ووجه أمٍّ ذهبت ولم تعد..